October 9, 2007

قصة : من كان هنا



من كان هنا .. لن اعرف ابدا من كان معي هنا في غرفتي .. و ان كان ينوي زيارتي مرة اخرى ام لا .. لكنه كان هنا


هي غرفتي الدافئة الحبيبة كما عهدتها هادئة مستعدة دائما لاستقبالي رحبة مريحة .. و لكن ثمة شيء ما في كل هذا يختلف اليوم .. ذلك الشعور ان هناك شخص ما هنا .. تشعر بكيان مدي غير مرئي .. تعرفون ثقل الكيان المادي للاشياء .. .. شيء ما لا تراه و لكنه موجود .. مخطئ هو كل من يؤمن اننا نرى باعيننا فقط


تجاهلت كل ذلك و خلدت الي عرشي الدافئ متدثرا بغطائي الوثير .. اغلقت الانوار .. احتضنت كتابا اقرأه على ضوء الاباجورة الخافت .. مازلت اشعر ان هناك شخص ما يرمقني .. ارفع عيني سريعا لا شي .. اعود للكتاب فاشعر ان شخص ما مر امامي .. انظر فلا اجد شيء .. اوعزت ذلك للارهاق و خلدت للنوم بعد ان اطفئت كل الانوار


صوت انفاس خافتة .. باردة على الارجح يتردد في الغرفة .. لاشك انها انفاسي .. كتمت انفاسي لحظات .. ما زلت اسمع صوت الانفاس البطيئة الخافتة .. ما تلك الامسية العجيبة .. اضأت الانوار فشعرت كأن هناك من اختفى من ركن الحجرة .. ومضة سريعة خاطفة .. هناك شيء ما يحدث او الجنون و لا شك في ذلك


لا اعرف متى سقطت في النوم و لا متى استيقظت و لكني استقيظت فجأة لاجد باب الغرفة مفتوح .. من فعل هذا .. اسكن ها هنا وحدي .. و اغلق الباب يوميا بالمفتاح من الداخل .. من فعل هذا !! .. و من بعثر حاجياتي هكذا .. من القى ملابسي على هذا النحو .. كأن هناك من كان يجربها و انتهى منها ثم القاها .. انه الجنون و لا شك


لملمت حاجياتي و انا اتمتم ببعض آيات القرآن الكريم .. و اظن بعقلي الظنون .. هناك شيء ما غامض يحدث في غرفتي .. تكرر الموقف في اليالي التالية لتلك الليلة بشكل غريب .. نفس كل شيء .. الانفاس .. الباب .. الملابس .. فقررت اغبى قرار كنت قد اتخذته في حياتي


ثبت الكاميرا المزودة بتقنية التصوير الليلي اعلى خزانة ثيابي في زاوية ما بحيث تكشف كل الغرفة و تأكدت من انها تعمل و
خلدت الي النوم .. يتنتابي توتر الدنو من الحقيقة الشهير .. سأعرف كل شيء غدا .. ربما عرفت حقيقة الكون او شيء من هذا القبيل في الصباح الباكر


حدثت كل الاشياء المعتادة او التي اعتدتها تلك الايام .. نهضت مسرعا متحمسا من فراشي .. انزلت الكاميرا من مكمنها .. اعدت الشريط من بدايته و ادرته


كل شيء هادئ .. كل شيء طبيعي .. انطفئت الانوار فتحول المشهد الي لون اخضر .. اراني اغط في النوم .. اعتقد ان ما يحدث نوع من اللوثة العقلية لا اك .. صبرا ما هذا الدخان الذي يتصاعد من ركن الغرفة الايمن .. هناك دخان كثيف يتصاعد و يتسامى .. لكنه لا يمت للدخان بصله ..ان الدخان لا يتشكل على هذا النحو الفني .. انه يتجسد ليكون رجلا .. شبح رجلا .. لا اتبين ملامحه .. انما اراه بوضوح


يتوجه نحوي في هدوء .. يقترب مني .. يضع يديه او شبح يديه على صدري .. يتحسس ملامح وجهي .. يضع يده
على رأسي .. من هذا و ماذا يريد .. دار خمسة دورات حول فراشي .. واضعا يديه في وضع عجيب مفرودا امام صدره .. و هو يتحرك ثاني ركبتيه في وضع مريب .. انتهى من الدوران .. اتجه الي الخزانة .. فتحها و بعثر ثيابي .. و من ثم فتح الباب .. و عاد من حيث اتى .. من ركن الحجرة الايمن .. لكنه تلك المرة اختفى كالماء .. ذاب و من ثم تصرف تصرف المياه

من كان هذا .. ماذا يريد .. هذا ما لن اعرفه ابدا .. فقد تركت الشقة بما فيها دونما رجعة

No comments: