March 13, 2008

التسول العربي





تاريخ امتنا العربية الحديث لا يخلو من فترات ضيم و إظلام و حروب إبادة و إحتلال و تقسيم و ما الي هذ التاريخ الذي نعرفه جميعا و لكنا لم نشهد من الذل و الهوان و الخضوع و الإنصياع كما نشهد الآن من لطم الخدود و شق الجيوب و التعديد و النواج .. كنا فيما مضى نتقبل تلك الفترات السوداء من التاريخ بالاستعداد لمعركة قادمة نمحو فيها عدونا محوا و غالبا ما كان يحدث و لو بعد حين .. اما الآن فنحن نمضي تلك الفترات السوداء التي اصبحت صبغة رئيسية لحاضرنا و مستقبلنا القريب بمزيد من التحصر و اللطم .





نسمع جميعا عن تلك الاغاني التي صنعها التاريخ لتلك الامة في فترات الظلام الحالك التي كانت ترفع من الهمم و تشحذ النفوس كما تشحذ السيوف تلك الاغاني المليئة بالايقاعات الحربية القوية التي تهز النفوس و تضبط ترددات الجميع على محطة واحدة تردد عبارة واحدة النصر قريب .. قريب للغاية .. ستجد من تلك الاغاني (يا اهلا بالمعارك) .. (خلي السلاح صاحي) .. (فدائي) .. (وطني الاكبر) و ما الي تلك الالحان الخالدة التي لها اثر السحر في النفوس .

اما الآن فابسط وصف يمكنني ان اصف به حالنا من نمط الاغنية العربية الآن هي حالة من التسول و استجداء العطف و الرحمة و لطم الخدود و شق الجيوب و المرمغة كمان في التراب عل العدو يصفح عنا يوما او يترفق بنساءنا اللاطمين و رجالنا الدامعين و جيوشنا الضائعة و اسلحتنا الصدئة .. منتهى الابتذال .. منتهى الاحباط .. منتهى الوضاعة لشرذمة من الفنانين قرروا ان دورهم في المعركة هي تثبيط العزائم و الضرب على وتر الناس الحساس .. الكثير من الاشلاء العربية .. مع البعض من البيوت المهدمة و الاطفال الدامعين و النساء اللاطمين .

شرذمة من الدهماء الذين ظنوا ان ما يفعلونه فن .. و انهم يقوموا بدروهم تجاه وطنهم من خلال مهنتهم .. فكان النتاج من بعد (الحلم العربي) و (نحلم ايه) (الضمير العربي) التي ضربت بكل معاني الفن عرض الحائط متبنية نظرية التسول و الشحاتة و تقطيع القلب .. و (يا لهوي يا انا يا اما) .






حرب السويس ارتكبت اكبر مذبحة في حقوق المدنين و محدش صور و عمل كليبات و اطرد العدوان بعدها .. حرب 67 حصلت اكبر مذبحة ضد الاسرى في التاريخ و محدش صور و لا عمل كليبات و انتضرنا بعدها في 73 .. حتى الحرب العالمية نفسها الالمان و الروس ارتكبوا ابشع مجاذر في حق المدنين و محدش صور و لا حد لطم و انتهت الحرب بخسارتهم .. كل الحروب لها خسائر و ضحايا و لكن يجب ان يعلم كل من يعمل بالاعلام ان دوره ليس ان يلتقط لقطة نادرة لامرأة تصفع بالالم .. لبثير بها نفوس البشر المكبوتة .. و انما ان يلقى الضوء على من يضحي بنفسه و من يحارب و ان كان يحارب بطوله لندرك ان هناك امل و لا يزال هناك الامل دائما .

وصمة عار و بقعة سوداء لكل من شارك في إعداد هذا التسول العربي القذر .. و وصمة عار و بقعة سوداء لكل من تاجر بمشاعر العامة و الابرياء ظانن منه ان هذا ما سيغلي الدماء في العروق .. ناسيا او متناسيا او مستهبلا اننا في حاجة ماسة الي رفع الهمة و التحفيذ لا التثبيط .. لم اشاهد الا لقطات و لن اشاهد مثل تلك النوعيات من القذارة و التسول .. فنحن عرب كنا قوما اعزنا الله بالاسلام و اعز الاسلام بنا .. كنا اسياد هذا العالم و سنعود للسيادة من جديد و ما احوجنا لمن يذكرنا بذلك .. فالي ذلك اليوم اخي العربي لا تحزن و لا تجزع سنعود

1 comment:

Anonymous said...

Hello. This post is likeable, and your blog is very interesting, congratulations :-). I will add in my blogroll =). If possible gives a last there on my blog, it is about the Estabilizador e Nobreak, I hope you enjoy. The address is http://estabilizador-e-nobreak.blogspot.com. A hug.